الإنفاق بين مبطلات العطاء ومبررات الترك
صفحة 1 من اصل 1
الإنفاق بين مبطلات العطاء ومبررات الترك
الإنفاق بين مبطلات العطاء ومبررات الترك
إن المجتمع بحاجة إلى دعامة الأخوة والرحمة، بحاجة إلى:
1 ـ التكامل الاجتماعي
2 ـ التكافل الإنساني.
3 ـ العمل الخيري والدعوة إلى الله لتحقيق والحفاظ على الاستقرار، ونزع أمراض الطمع والأنانية. ولهذا وغيره وجدنا الإسلام يحض على الصدقة كوسيلة لتحقيق تلك الغايات..
فجعلها دليل الصدق في الإيمان، والتصديق بيوم القيامة (فأما من أعطى واتقى وصدّق بالحسنى فسنيسّره لليسرى) الليل: 05 ـ 10 و''الصدقة برهان'' مسلم. ''وما من يوم يصبح فيه العبد إلا وملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقا خلفا، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكا تلفا).
غير أن الكثير ممن يستجيب لهذه النصوص يبطل ثواب صدقته بأمور يصنعها منها:
1 ـ الرياء وعدم الإخلاص: فيخبر الناس بها بلا تورع.
2 ـ المن بها، حيث يستعظم ويفتخر بما قدم من المعروف والإحسان.
3 ـ الأذى: حيث يجرح شعور من قدّم له معروفا بقول أو فعل وإشارة وغمز ''يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر'' البقرة: .264
هذا بالنسبة لمن يستجيب لحث الإسلام على الصدقة والإنفاق والتضامن.
أما بالنسبة لمن لا يستجيب، فمن المبررات التي يصطنعها بعض الناس ويصدق فيها البعض الآخر للإمساك عن الصدقة بمعناها الواسع.
1 ـ الاحتجاج بعدم القدرة على الإنفاق.
2 ـ الاحتقار والاستهانة بالقليل المتوفر من المال.
3 ـ الاحتقار والاستهانة ببعض الأعمال التي فيها نفع للغير.
4 ـ عدم القدرة على استيعاب وهضم وفهم سائر أنواع الصدقات.
وقد عالج النبي صلى الله عليه وسلم هذه المبررات، وبيّن للأمة أن كل نفع مادي أو معنوي يقدمه المسلم لغيره.. يعتبر صدقة. وتعال معي أخي القارئ لنطوف سويا في رياض الأحاديث النبوية فإنه بالمثال يتضح المقال.
ـ ''من استطاع منكم أن يتقي النار فليتصدق ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة'' مسلم وأحمد.
ـ ''كل معروف صدقة، ومن المعروف أن تلقى أخاك بوجه طلق وأن تفرغ من دلوك في إنائه'' أحمد والترمذي وصححه.
ـ ''وأنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها حتى اللقمة تضعها في امرأتك''.
ـ ''لا تحقرن من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق'' ضاحكا مستبشرا.
ـ ''سبق درهم مائة درهم، فقال رجل: وكيف ذاك يا رسول الله؟ قال: رجل له مال كثير أخذ من عرضه ـ جانبه ـ مائة ألف درهم تصدق بها، ورجل ليس له إلا درهمان فأخذ أحدهما فتصدق به'' النسائي وابن خزيمة وابن حيان والحاكم وقال صحيح على شرط مسلم.
ـ ''مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق، فقال: والله لأنحينّ (لأبعدن) هذا عن المسلمين حتى لا يؤذيهم، فأدخل الجنة'' مسلم.
ـ ''ما من مسلم يغرس غرسا إلا كان ما أكل صدقة، وما سرق منه صدقة، ولا يرزؤه ـ ينقصه ـ أحد إلا كان له صدقة'' مسلم. وفي رواية ''فلا يغرس المسلم غرسا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة''.
ـ عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ''على كل مسلم صدقة، قال: أرأيت إن لم يجد؟ قال: يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدق، قال: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يعين ذا الحاجة الملهوف، قال: أرأيت إن لم يستطع؟ قال: يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ''أو الخير'' قال: أرأيت إن لم يفعل؟ قال: يمسك عن الشر فإنها صدقة'' متفق عليه.
والأحاديث في هذا الباب تعد بالعشرات ويكفي العاقل قوله تعالى: ''لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون وما تنفقوا من شيء فإن الله به عليم'' آل عمران.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى